نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 208
وآمنا بنبيكم وبما أنزل من كتاب ، فأنتم تعرفون نبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسدا ، وكانت هذه خصومتهم ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ، وهذا قول قتادة . * قوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) الآية . قال المفسرون : كان مشركوا أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون يجيئون من مضروب ومشجوج ، فشكوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول لهم : اصبروا فإني لم أومر بالقتال حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال ابن عباس : لما أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر رضي الله عنه : إنا الله لنهكن ، فأنزل الله تعالى " أذن للذين يقاتلون " الآية . قال أبو بكر فعرفت أنه سيكون قتال . * قوله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) قال المفسرون : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به ، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم ، فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله ، وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله تعالى شئ ينفر عنه ، وتمنى ذلك ، فأنزل الله تعالى سورة - والنجم إذا هوى - فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ - أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى - ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه وتمناه ، تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي ، فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها ، وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة سعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتهما وسجدا عليهما ، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، وقالوا : قد عرفنا أن الله يحيى ويميت ويخلق ويرزق لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده ، فإن جعل
208
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 208