responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 50


وهذا البيت يحتمل من المعنى ما احتمله الأول ، ويحتمل أيضا أنه أراد بالمسحر أنه ذو سحر .
والسحر الرئة وما يتعلق بالحلقوم ، وهذا يرجع إلى معنى الخفاء ، ومنه قول عائشة : ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري ) . وقوله تعالى ( إنما أنت من المسحرين ) [ الشعراء : 153 ، 185 ] يعني من المخلوق الذي يطعم ويسقى ، ويدل عليه قوله تعالى ( وما أنت إلا بشر مثلنا ) [ الشعراء : 154 ] ، وكقوله تعالى : ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) [ الفرقان : 7 ] . ويحتمل أنه ذو سحر مثلنا . وإنما يذكر السحر في مثل هذه المواضع لضعف هذه الأجساد ولطافتها ورقتها وبها مع ذلك قوام الانسان ، فمن كان بهذه الصفة فهو ضعيف محتاج ، وهذا هو معنى السحر في اللغة ، ثم نقل هذا الاسم إلى كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع ، ومتى أطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله . وقد أجري مقيدا فيما يمتدح ويحمد روي ( أن من البيان لسحرا ) .
حدثنا عبد الباقي قال : حدثنا إبراهيم الحراني قال : حدثنا سليمان بن حرب قال :
حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن الزبير قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم ، فقال لعمرو ، ( خبرني عن الزبرقان ! ) فقال : مطاع في ناديه ، شديد العارضة ، مانع لما وراء ظهره . فقال الزبرقان : هو والله يعلم أني أفضل منه ! فقال عمرو : إنه زمر المروءة ضيق العطن أحمق الأب لئيم الخال يا رسول الله !
صدقت فيهما ، أرضاني فقلت أحسن ما علمت ، وأسخطني فقلت أسوأ ما علمت . فقال عليه السلام : ( إن من البيان لسحرا ) .
وحدثنا إبراهيم الحراني قال : حدثنا مصعب بن عبد الله قال : حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : قدم رجلان فخطب أحدهما فعجب الناس لذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من البيان لسحرا ) ، قال : وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال : حدثنا سعيد بن محمد قال : حدثنا أبو تميلة قال : حدثنا أبو جعفر النحوي عبد الله بن ثابت قال : حدثني صخر بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن من البيان لسحرا ، وإن من العلم جهلا ، وإن من الشعر حكما ، وإن من القول عيالا ) قال صعصعة بن صوحان :
صدق نبي الله . أما قوله : ( إن من البيان لسحرا ) . فالرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق . وأما قوله : ( من العلم جهلا ) فيتكلف العالم إلى علمه مالا يعلمه فيجهله ذلك . وأما قوله : ( إن من الشعر

50

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست