نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 12
فصل وأما القول في أنها آية أو ليست بآية ، فإنه لا خلاف أنها ليست بآية تامة في سورة النمل ، وأنها هناك بعض آية ، وإن ابتداء الآية من قوله تعالى ( إنه من سليمان ) [ النمل : 30 ] ومع ذلك فكونها ليست آية تامة في سورة النمل لا يمنع أن تكون آية في غيرها لوجودها مثلها في القرآن . ألا ترى أن قوله : ( الرحمن الرحيم ) في أضعاف الفاتحة هو آية تامة ، وليست بآية تامة من قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) عند الجميع . وكذلك قوله : ( الحمد لله رب العالمين ) هي آية تامة في الفاتحة وهي بعض آية في قوله تعالى : ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) [ يونس : 10 ] . وإذا كان كذلك احتمل أن تكون بعض آية في فصول السور واحتمل أن تكون آية على حسب ما ذكرنا . وقد دللنا على أنها ليست من الفاتحة ، فالأولى أن تكون آية تامة من القرآن من غير سورة النمل ، لأن التي في سورة النمل ليست بآية تامة . والدليل على أنها آية تامة حديث ابن أبي مليكة عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة فعدها آية . وفي لفظ آخر أن النبي عليه السلام كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية فاصلة ، رواه الهيثم بن خالد عن أبي عكرمة عن عمرو بن هارون عن أبي مليكة عن أم سلمة عن النبي عليه السلام . وروى أيضا أسباط عن السدي عن عبد خير عن علي أنه كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية . وعن ابن عباس مثله . وروى عبد الكريم عن أبي أمية البصري عن ابن أبي بردة عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية أو سورة لم تنزل على نبي بعد سليمان عليه السلام غيري ) فمشى واتبعته حتى انتهى إلى باب المسجد وأخرج إحدى رجليه من أسكفة الباب وبقيت الرجل الأخرى ، ثم اقبل علي بوجهه ، فقال : ( بأي شئ تفتح القرآن إذا افتتحت الصلاة ؟ ) فقلت : ببسم الله الرحمن الرحيم ، قال : ثم خرج . قال أبو بكر : فثبت بما ذكرنا أنها آية ، إذ لم تعارض هذه الأخبار أخبار غيرها في نفي كونها آية . فإن قال قائل : يلزمك على ما أصلت أن لا تثبتها آية بأخبار الآحاد حسب ما قلته في نفي كونها آية من أوائل السور ، قيل له : لا يجب ذلك من قبل أنه ليس على النبي صلى الله عليه وسلم توقيف الأمة على مقاطع الآي
12
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 12