responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 70


استبدل السحر بدين الله ماله في الآخرة من خلاق ، وهو النصيب من الخير . وقال الحسن : ( ماله من دين ) وهذا يدل على أن العمل بالسحر وقبوله كفر . وقوله : ( ولبئس ما شروا به أنفسهم ) : قيل باعوا به أنفسهم ، كقول الشاعر :
وشريت بردا ليتني * من بعد برد كنت هامه يعنى : بعته . وهذا أيضا يؤكد أن قبوله والعمل به كفر . وكذلك قوله : ( ولو أنهم آمنوا واتقوا ) يقتضي ذلك أيضا .
قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ) قال قطرب : ( هي كلمة أهل الحجاز على وجه الهزء ) . وقيل : إن اليهود كانت تقولها كما قال الله في موضع آخر :
( ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ) [ النساء : 46 ] . وكانوا يقولون ذلك عن مواطأة بينهم يريدون الهزء ، كما قال الله تعالى :
( وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ) [ المجادلة : 8 ] لأنهم كانوا يقولون ( السام عليك ) يوهمون بذلك أنهم يسلمون عليه ، فأطلع الله نبيه عليه السلام على ذلك من أمرهم ونهى المسلمين أن يقولوا مثله . وقوله : ( راعنا ) وإن كان يحتمل المراعاة والانتظار ، فإنه لما احتمل الهزء على النحو الذي كانت اليهود تطلقه نهوا عن إطلاقه لما فيه من احتمال المعنى المحظور إطلاقه . وجائز أن يكون الإطلاق مقتضيا لمعنى الهزء وإن احتمل الانتظار ، ومثله موجود في اللغة ، ألا ترى أن اسم الوعد يطلق على الخير والشر ؟ قال الله تعالى : ( النار وعدها الله الذين كفروا ) [ الحج : 72 ] وقال تعالى :
( ذلك وعد غير مكذوب ) [ هود : 65 ] ومتى أطلق عقل به الخير دون الشر ، فكذلك قوله ( راعنا ) فيه احتمال الأمرين ، وعند الإطلاق يكون بالهزء أخص منه بالانتظار .
وهذا يدل على أن كل لفظ احتمل الخير والشر فغير جائز إطلاقه حتى يقيد بما يفيد الخير ، ويدل على أن الهزء محظور في الدين ، وكذلك اللفظ المحتمل له ولغيره هو محظور ، والله أعلم بمعاني كتابه .
باب في نسخ القرآن بالسنة وذكر وجوه النسخ قال الله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) قال قائلون :
( النسخ هو الإزالة ) وقال آخرون : ( هو الإبدال ) قال الله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) [ الحج : 52 ] أي يزيله ويبطله ويبدل مكانه آيات محكمات . وقيل : هو النقل ، من قوله ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) [ الجاثية : 29 ] وهذا الاختلاف إنما هو في موضوعه في أصل اللغة ، ومهما كان في أصل اللغة معناه فإنه في إطلاق الشرع إنما هو

70

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست