responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 453


حسنا ) [ العنكبوت : 8 ] وذلك عموم في الوالدين الكافرين والمسلمين ، ثم عطف عليه قوله تعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ) [ العنكبوت : 8 ] وذلك خاص في الوالدين المشركين ، فلم يمنع ذلك عموم أول الخطاب في الفريقين من المسلمين والكفار ، والله أعلم بالصواب .
باب حق الزوج على المرأة وحق المرأة على الزوج قال الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) قال أبو بكر رحمه الله : أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا ، وإن الزوج مختص بحق له عليها ليس لها عليه مثله بقوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة ) ولم يبين في هذه الآية ما لكل واحد منهما على صاحبه من الحق مفسرا ، وقد بينه في غيرها وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمما بينه الله تعالى من حق المرأة عليه قوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) [ النساء : 19 ] وقوله تعالى : ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) وقال تعالى : ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) وقال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) [ النساء : 34 ] وكانت هذه النفقة من حقوقها عليه ، وقال تعالى : ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) [ النساء : 34 ] فجعل من حقها عليه أن يوفيها صداقها ، وقال تعالى :
( وان أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا ولم فلا تأخذوا منه شيئا ) [ النساء : 20 ] فجعل من حقها عليه أن لا يأخذ مما أعطاها شيئا إذا أراد فراقها وكان النشوز من قبله ، لأن ذكر الاستبدال يدل على ذلك . وقال تعالى : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ) [ النساء : 129 ] فجعل من حقها عليه ترك إظهار الميل إلى غيرها . وقد دل ذلك على أن من حقها القسم بينها وبين سائر نسائه ، لأن فيه ترك إظهار الميل إلى غيرها ، ويدل عليه أن عليه وطأها بقوله تعالى : ( فتذروها كالمعلقة ) [ النساء : 129 ] يعني : لا فارغة فتتزوج ولا ذات زوج إذ لم يوفها حقها من الوطء ، ومن حقها أن لا يمسكها ضرارا على ما تقدم من بيانه . وقوله تعالى : ( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ) إذا كان خطابا للزوج فهو يدل على أن من حقها إذا لم يمل إليها أن لا يعضلها عن غيره بترك طلاقها .
فهذه كلها من حقوق المرأة على الزوج ، وقد انتظمت هذه الآيات إثباتها لها .
ومما بين الله من حق الزوج على المرأة قوله تعالى : ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ) [ النساء : 34 ] فقيل فيه : ( حفظ مائه في رحمها ولا تحتال في إسقاطه ) ويحتمل : حفظ فراشها عليه ، ويحتمل : حافظات لما في بيوتهن من مال

453

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست