responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 356


من خراسان هدية جليلة فيها جوار فيهن جارية يقال لها محبوبة قد نشأت بالطائف وبرعت في الأدب وأجادت قول الشعر وحذقت الغناء وقربت من قلب المتوكل وغلبت عليه فكانت لا تفارق مجلسه فوجد عليها مرة فهجرها أياما وبكرت عليه فقال يا علي قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال رأيت الليلة في منامي كأني رضيت عن محبوبة وصالحتها وصالحتني قلت خيرا يا أمير المؤمنين أقر الله عينك وسرك إنما هي عبدتك والرضى والسخط بيدك فوالله أنا لفي ذلك إذ جاءت وصيفة فقالت يا أمير المؤمنين سمعت صوت عود من حجرة محبوبة فقال قم بنا يا علي ننظر ما تصنع فنهضنا حتى أتينا حجرتها فإذا هي تضرب العود وتغني ( أدور في القصر لا أرى أحدا * أشكو إليه ولاا يكلمني ) ( كأنني قد أتيت معصية * ليس لها توبة تخلصني ) ( فهل شفيع لنا إلى ملك * قد زارني في الكرى وصالحني ) ( حتى إذا ما الصباح لاح لنا * عاد إلى هجره فصارمني ) قال فصاح أمير المؤمنين وصحت معه فسمعت فتلقته وأكبت على قدميه تقبلهما فقال ما هذا قالت يا مولاي رأيت في ليلتي كأنك رضيت عني فتعللت بما سمعت قال وأنا والله رأيت مثل ذلك فقال لي يا علي رأيت أعجب من هذا كيف اتفق ورجعنا إلى الموضع الذي كنا فيه ودعا بالجلساء والمغنين واصطبح وما زالت تغنيه الأبيات يومه ذلك قال وزادت حظوة عنده حتى كان من أمره ما كان فتفرق جواريه وصارت محبوبة إلى وصيف الكبير فما زالت حزينة باكية فدعاها يوما وأمرها أن تغني فاستعفته وجئ بعود فوضع في حجرها فغنت ( أي عيش يلذ لي * لا أرى فيه جعفرا ) ( كل من كان في ضني * وسقام فقد برا ) ( غير محبوبة التي * لو ترى الموت يشتري ) ( لاشترته بما حوته * يداها لتقبرا ) ولبست السواد والصوف وما زالت تبكيه وترثيه حتى ماتت رحمها الله تعالى

356

نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست