نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 352
إعطاءهم من الخفاف وغيرها ما يري دونه فإذا حضرت الغلة أجروه على العادة وحملوه على ما تقدم من السنة ثم لا يزالون على هذه الوتيرة من أخذ سلعه في وقت حاجتهم ودفعه عن حقه في إبان غلاتهم فلا يتنبه من رقدته ولا يفيق من سكرته فأنفذ صاحب الخبر كتابه وأشار بتقدم الخفاف أمام القوم والإقبال عليه بالمخاطبة وتخصيصه بالمسألة ساكنا إلى أنه من ركاكته وفهاهته بما يضحك الحاضرين ويحسم الاشتغال بالبحث عن هذه القصة ويتخلص من هذه الثلاثة فلما ورد كتاب صاحب الخبر أعلم عبيد الله بن يحيى المتوكل به وبحضور القوم فأمر أن يجلس ويستحضرهم ويخاطبهم فيما حكي عنهم وأمر فعلق بينه وبينهم سلبية ليقف على ما يجري ويسمعه ويشاهده ففعل ذلك وجلس عبيد الله واستدعى المحضرين فقدموا إليه يقدمهم بشر الخفاف فلما جلسوا أقبل عبيد الله على بشر فقال له أنت بشر الخفاف فقال نعم فسكنت نفوس الحاضرين معه إلى تمام هذه الحيلة وإتمام هذه المدالسة وجواز هذه المغالطة فقال له إنه رفع إلى أمير المؤمنين من أمركم شيء أنكره فأمر بالكشف عنه وسؤالكم بعد إحضاركم عن حقيقته فقال له بشر نحن حاضرون فما الذي تأمرنا به قال بلغ أمير المؤمنين أنه يجتمع إليك قوم فيخوضون معك في الترفض وشتم الصحابة فقال بشر ما أعرف من هذا شيئا قال قد أمرت بامتحانكم والفحص عن مذاهبكم فقال ما تقول في السلف فقال لعن الله السلف فقال له عبيد الله ويلك أتدري ما تقول قال نعم لعن الله السلف فخرج خادم من بين يدي المتوكل فقال لعبيد الله يقول لك أمير المؤمنين سله الثالثة فإن أقام على هذا فاضرب عنقه فقال له إني سائلك هذه المرة فإن لم تتب وترجع عما قلت أمرت بقتلك فما تقول الآن في السلف فقال لعن الله السلف قد خرب بيتي وأبطل معيشتي وأتلف مالي وأفقرني وأهلك عيالي قال وكيف قال أنا رجل أسلف الأكرة وأهل الدستان الخفاف والتمسكات على أن يوفوني الثمن مما يحصل من غلاتهم فأصير إليهم عند حصول الغلة في بيادرهم فإذا أحرزوا الغلات دفعوني عن حقي وامتنعوا من توفيتي ماالي ثم يعودون عند دخول الشتاء فيعتذرون إلي ويحلفون بالله لا يعاودون
352
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 352