responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 351


بأيام كتب الملاحم فوقف على موضع فيه أن الخليفة العاشر يقتل في مجلسه فتوقفت عن قراءتهفقال مالك فقلت خير قال لا بد أن تقرأه فقرأته وحدت عن ذكر الخلفاء فقال ليت شعري من هذا الشقي المقتول وكان مربوعا أسمر خفيف شعر العارضين رفع المحنة في الدين وأخرج أحمد بن حنبل كما ذكرنا من الحبس وخلع عليه وكان بالدينور شيخ يتشيع ويميل إلى مذهب أهل الإمامة وكان له أصحاب يجتمعون إليه يوأخذون عنه ويدرسون عنده يقال له بشر الجعاب فرفع صاحب الخبر بالدينور رلى المتوكل أن بالدينور رجلا رافضيا يحضره جماعة من الرافضة ويتدارسون الرفض ويسبون الصحابة ويشتمون السلف فلما وقف المتوكل على كتابه أمر وزيره عبيد الله بن يحيى بالكتاب إلى عامله على الدينور بإشخاص بشر هذا والفرقة التي تجالسه فكتب عبيد الله بن يحيى بذلك فلما وصل إلى العامل كتابه وكان صديقا لبشر الجعاب حسن المصافاة له شديد الإشفاق عليه همة ذلك وشق عليه فاستدعى بشرا وأقرأه ما كوتب به في أمره وأمر أصحابه فقال له بشر عندي في هذا رأي إن استعملته كنت غير مستبطإ فيما أمرت به وكنت بمنجاة مما أنت خائف علي منه قال وما هو قال بالدينور شيخ خفاف اسمه بشر ومن الممكن المتيسر أن تجعل مكان الجعاب الخفاف وليس بمحفوظ عنده ما نسبت إليه من الحرفة والصناعة فسر العامل بقوله وعمد إلى العين من الجعاب فغير عينها وغير استواء خطها وانبساطه ووصل الباء بما صارت به فاء فكان أخبره عن بشر الخفاف أنه أبله في غاية البله والغفلة وأنه هزأة عند أهل بلده وضحكه وذلك أن أهل سواد البلد يأخذون منه الخفاف التامة والمقطوعة بنسيئة ويعدونه بأثمانها عند حصول الغلة فإذا حصلت وحازوا ما لهم منها ما طلوه بدينه ولووه بحقه واعتلوا بأنواع الباطل عليه فإذا انقضى وقت السادر ودنا الشتاء واحتاجوا إلى الخفاف وما جرى مجراها وافوا بشرا هذا واعتذروا إليه وخدعوه وابتدروا يعدونه الوفاء ويؤكدون مواعيدهم بالأيمان الكاذبة والمعاهدة الباطلة ويضمنون له أداء الديون الماضية والمستأنفة فيحسن ظنه بهم وسكونه ويستسلم إليهم ويستأنف

351

نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست