نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 332
جعفر بإزالتها فقال أبو عبيد دعوها عسى يأتيني بقصدها لي خير فإنهم يزعمون ذلك فأمر له جعفر بألف دينار وقال نحقق زعمهم وأمر بتنحيتها ثم قصدته ثانيا فأمر له بألف دينار أخرى وحكى ابن القادسي في أخبار الوزراء أن جعفرا اشترى جارية بأربعين ألف دينار فقالت لبائعها اذكر ما عاهدتني عليه أنك لا تأكل لي ثمنا فبكى مولاها وقال اشهدوا أنها حرة وقد تزوجتها فوهب له جعفر المال ولم يأخذ منه شيئا وأخبار كرمه كثيرة وكان أبلغ أهل بيته وأول من وزر من آل برمك خالد بن برمك لأبي العباس عبد الله السفاح بعد قتل أبي سلمة حفص الخلال كما سيأتي في ترجمته في حرف الحاء إن شاء الله تعالى ولم يزل خالد على وزارته حتى توفي السفاح يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة وتولى أخوه أبو جعفر عبد الله المنصور الخلافة في اليوم المذكور فأقر خالدا على وزارته فبقي سنة وشهورا وكان أبو أيوب المورياني قد غلب على المنصور فاحتال على خالد بأن ذكر للمنصور تغلب الأكراد على فارس وأن لا يكفيه أمرها سوى خالد فندبه إليها فلما بعد خالد عن الحضرة أستبد أبو أيوب بالأمر وكانت وفاة خالد سنة ثلاث وستين ومائة ذكره ابن القادسي وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق ولد خالد في سنة تسعين للهجرة وتوفي سنة خمس وستين ومائة والله أعلم وكان جعفر متمكنا عند الرشيد غالبا على أمره واصلا منه وبلغ من علو المرتبة عنده ما لم يبلغه سواد حتى إن الرشيد اتخذ ثوبا له زيقان فكان يلبسه هو وجعفر جملة ولم يكن للرشيد صبر عنه وكان الرشيد أيضا شديد المحبة لأخته العباسه ابنه المهدي وهي من أعز النساء عليه ولا يقدر على مفارقتها فكان متى غاب أحد من جعفر والعباسة لا يتم له سرور فقال يا جعفر إنه لا يتم لي سرور إلا بك وبالعباسة وإني سأزوجها منك ليحل لكما أن تجتمعا ولكن إياكما أن تجتمعا وأنا دونكما فتزوجها على هذا الشرط ثم تغير الرشيد عليه وعلى البرامكة كلهم آخر الأمر ونكبهم وقتل
332
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 332