نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 256
والمعتبرين بها وكان له صاحب يقال له جمال الدولة المجاهد بهروز قلت وهو المذكور في ترجمة صلاح الدين يوسف بن أيوب قال وكان من أظرف الناس وألطفهم وأخبرهم بتدبير الأمور وكان بينهما من الاتحاد كما بين الأخوين فجرت لبهروز في دوين فخرج منها حياء وحشمة وذلك أنه اتهم بزوجة بعض الأمراء بدوين فأخذه صاحبها فخصاه فلما مثل به لم يقدر على الإقامة بالبلد وقصد خدمة أحد الملوك السلجوقية وهو السلطان غياث الدين محمد بن ملكشاه الآتي ذكره إن شاء الله تعالى واتصل باللالا الذي لأولاده فوجده لطيفا كافيا في جميع الأمور فتقدم عنده وتميز وفوض أحواله إليه وجعله يركب مع أولاد السلطان مسعود إذا كان له شغل فرآه السلطان يوما مع أولاده فأنكر على اللالا فقال له إنه خادم وأثنى عليه وشكر دينه وعفافه ومعرفته ثم صار يسيره إلى السلطان في الأشغال فخف على قلبه ولعب معه بالشطرنج والنرد فحظي عنده واتفق موت اللالا فجعله السلطان مكانه وأرصده لمهامه وسلم إليه أولاده وسار ذكره في تلك النواحي فسير إلى شاذي يستدعيه من بلده ليشاهد ما صار إليه من النعمة وليقاسمه فيما خوله الله تعالى وليعلم أنه ما نسيه فلما وصل إليه بالغ في إكرامه والإنعام عليه واتفق أن السلطان رأى أن يوجه المجاهد المذكور إلى بغداد واليا عليها ونائبا عنه بها وكذا كانت عادة الملوك السلجوقية في بغداد يسيرون إليها النواب فاستصحب معه شاذي المذكور فسار هو وأولاده صحبته وأعطى السلطان لبهروز قلعة تكريت فلم يجد من يثق إليه في أمرها سوى شاذي المذكور فأرسله إليها فمضى وأقام بها مدة وتوفي بها فولى مكانه ولده نجم الدين أيوب المذكور فنهض في أمرها وشكره بهروز وأحسن إليه وكان أكبر سنا من أخيه أسد الدين شيركوه الآتي ذكره إن شاء الله تعالى قلت وهذا الكلام بينه وبين الآتي ذكره في ترجمة صلاح الدين بعض الاختلاف والله أعلم بالصواب ولا شك أنه يحصل المقصود من مجموع الكلامين فلينظر هناك أيضا وذكرت في تلك الترجمة أيضا سبب المعرفة بين عماد الدين
256
نام کتاب : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 256