فنزلوا على أم معبد هناك [1] . وكانت امرأة برزة تحتبئ وتجلس بفناء الخيمة ، فسألوا تمرا ولحما ليشتروه فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك ، وإذا القوم مرملون ، وقالت : لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى . فنظر رسول الله في كسر خيمتها فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم . فقال : هل بها من لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك . قال : أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت : نعم بأبي أنت وأمي ان رأيت بها حلبا فاحلبها . فدعا رسول الله بها فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال : اللهم بارك في شاتها . فتفاجت ودرت ! فدعا رسول الله باناء لها يريض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علته ثمالته فسقاها ، فشربت حتى رويت ، ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا ، فشرب هو آخرهم وقال : ساقي القوم آخرهم شربا . فشربوا جميعا علا بعد نهل حتى أراضوا ، ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغدوا عندها ثم ارتحلوا عنها . فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق عنزا عجافا هزلا ، ومخاجهن قليل ، فلما رأى اللبن قال : من أين لكم هذا ؟ والشاة عازب ولا حلوب في البيت ؟ قالت : لا والله الا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت [2] . وروى الكليني في " روضة الكافي " بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال :
[1] إعلام الورى : 64 . [2] إعلام الورى : 24 وذكره في الخرائج 1 : 146 ، 147 ، خ 234 وفيه أنه قصد رسول الله فآمن هو وأهله .