وقيل : ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) رمي بحجر في إصبعه فقال يخاطبها : هل أنت الا إصبع رميت * وفي سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يوحى إليه ، فقالت له أم جميل بنت حرب امرأة أبي لهب : يا محمد ما أرى شيطانك الا قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ! فنزلت السورة [1] . ولا يتنافى خبر ابن عباس مع هذا الأخير الا في عدد أيام احتباس الوحي عنه ( صلى الله عليه وآله ) فقد تكون أم جميل هي السبب في إشاعة الخبر بين المشركين مما أشاع بينهم ذلك ، فهي حمالة الحطب ، وهذا من حطبها . أما العدد المذكور في خبر أم جميل : ( ليلتين أو ثلاث ) ، فهو يوحي كأنما الوحي كان قبل ذلك مستمرا كل يوم وليلة ، وهذا لم يعهد عنه ( صلى الله عليه وآله ) ولم ينقل ، فالراجح هو عدد ابن عباس : خمسة عشر يوما ، أو مقاتل : أربعين يوما [2] . ولكن عن البرقي بإسناده عن رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علي ( عليه السلام ) يطوف بالبيت فسألته عن قول الله تعالى : * ( وأما بنعمة ربك فحدث ) * فقال : أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه [3] . وقال القمي في معنى الآية : أي بما أنزل الله عليك وأمرك به [4] . ونقل الطبرسي عن مجاهد والزجاج : أي بلغ ما أرسلت به وحدث
[1] مجمع البيان 10 : 764 . [2] مجمع البيان 10 : 764 . [3] تفسير البرهان 4 : 474 . [4] تفسير القمي 2 : 428 .