الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حتى في الصلاة التي هي عمود الدين وركن الإسلام والكتاب الموقوت الذي يؤديه المسلمون في كل يوم خمس مرات ، أصبحوا لا يعرفون أحكامها وحدودها ، حتى أقرب الناس إلى مهبط الوحي والتنزيل الذين يفترض فيهم أن يكونوا أعرف بأحكام الإسلام وشرائع الدين . . . إذن فكيف بحال غيرهم من عوام الناس ؟ ! وما هو مدى معرفتهم بدينهم وشريعتهم والحال كذلك ؟ ! ولا سيما الناس البعداء عن منابع الثقافة الإسلامية ، وبالأخص فيما يقل الإبتلاء به . فقد روى البلاذري في " أنساب الأشراف " والبيهقي في سننه والمتقي الهندي في " كنز العمال " عن عبد الرزاق وابن أبي شيبة : أن عمران بن الحصين صلى خلف علي ( عليه السلام ) فأخذ بيد مطرف بن عبد الله وقال : لقد صلى صلاة محمد ولقد ذكرني صلاة محمد [1] . ولا شك في أن من سنن الرسول في الصلاة الجهر بالبسملة في الصلاة فكان علي ( عليه السلام ) يجهر بها ، فبالغ بنو أمية في المنع عن الجهر بها سعيا في إبطال آثار علي ( عليه السلام ) [2] حتى روى النسائي والبيهقي في سننهما عن ابن عباس أنه كان يقول : اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي [3] حتى بلغ الحال بالناس على عهد علي بن الحسين ( عليه السلام ) أن كانوا لا يعرفون كيف يحجون بل حتى كيف يصلون [4] ولذلك تجرأ ابن الزبير على أن يقدم الصلاة قبل الخطبة يوم