الشعر ، فكان مما قاله عن العرب : " قوما من ولد إسماعيل أناجيلهم في صدورهم ( أي يحفظونها على ظهر القلب ) ينطقون بالحكمة " وقد كان كعب عند حسن ظن الخليفة به فكان مقربا عنده ، فلعله قبل هذه النظرية من كعب الأحبار . ويشهد لذلك ما رواه ابن سعد في " الطبقات " والخطيب البغدادي في كتابه " تقييد العلم " ونقله عنهما الشيخ أبو رية في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " قالوا : كثرت الأحاديث على عهد عمر بن الخطاب ، فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها أمر بتحريقها ثم قال : مشناة كمشناة أهل الكتاب [1] أو قال : ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، واني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا ! فمنع من الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلا بشاهد ، ومنع كبار الصحابة عن الخروج من المدينة ، واستعمل على الأمصار صغارهم ممن لا اطلاع له في الدين ولا معرفة له بأحكامه [2] . وروى ابن سعد في " الطبقات " والخطيب البغدادي في كتابه الآخر " جامع بيان العلم وفضله " ونقله عنهما الشيخ أبو رية في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " : إن الذين جاؤوا بعد عمر ساروا على نهجه في المنع عن الحديث إلا حديثا كان على عهد عمر [3] . فنتج عن سياسة المنع عن الحديث وعن كتابته أن نسي الناس سنن
[1] تقييد العلم : 52 والطبقات 5 : 140 والأضواء : 47 والنص المثناة والصحيح ما أثبتناه وهي : الروايات الشفوية . [2] كأبي موسى الأشعري حيث استعمله واليا على البصرة سنة 18 ه وله ثمان عشرة سنة إذ ولد في السنة الأولى للهجرة . [3] الطبقات 3 ق 1 : 206 وجامع بيان العلم 1 : 64 والأضواء : 47 .