وكان المستهزئون به : العاص بن وائل السهمي والحارث بن قيس بن عدي السهمي ، والأسود بن المطلب بن أسد ، والوليد بن المغيرة المخزومي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري . وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم فيلقونه بما لا يحب [1] . فهو يروي أول خطبة له بالأبطح لا الحجر ، فلعله قبل الموسم . ثم هو يرى قصة المستهزئين بعد الصدع بالأمر ، وكأ نه يرى صدعه بالأمر بمعنى أنه " عاب عليهم آلهتهم ، وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا كفارا " [2] أو هو مرحلة ما بعد الصدع . ثم هو يرى فرقا بين المؤذين له وهم خمسة والمستهزئين به وهم خمسة آخرون . فلعل محمد بن ثور الذي عدهم سبعة عشر رجلا قد خلط بينهم . وقبله قال ابن إسحاق : فلما بادي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه بالإسلام - وصدع به كما أمره الله - لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته الا من عصم الله منهم بالإسلام [3] . فهل يعني ذلك أنه لما بادي قومه لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى صدع بأمره كما أمره الله فذكر آلهتهم وعابها ، فأنكروا ذلك وأعظموه وعادوه وأجمعوا على خلافه ؟ لعله يعني ذلك .