ورجل من أصحاب النبي من ولد عبد المطلب ، لم يعرف بسوى هذا - روى عنه الخبر : السيد ابن طاووس في " سعد السعود " عن الجزء الخامس من تفسير محمد بن العباس الحجام بسنده عن مبارك بن فضالة والحسن البصري قالا : إن قوما خاضوا في أمر علي ( عليه السلام ) بعد الذي كان من وقعة الجمل ، فقال رجل من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ويلكم ما تريدون من أول سابق بالإيمان بالله والإقرار بما جاء من عند الله ؟ لقد كنت عاشر عشرة من ولد عبد المطلب إذ أتانا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : أجيبوا رسول الله إلى غداء غد في منزل أبي طالب . فلما ولى تغامزنا وقلنا : أترى محمدا أن يشبعنا اليوم ؟ وما منا يومئذ من العشرة رجلا الا وهو يأكل الجذعة [1] السمينة ويشرب الفرق [2] من اللبن . فغدوا عليه في منزل أبي طالب ، وإذا نحن برسول الله ، فحييناه بتحية الجاهلية وحيانا هو بتحية الإسلام : فأول ما أنكرنا منه ذلك . ثم أمر بجفنة من خبز ولحم فقدمت إلينا ، ووضع يده اليمنى على ذروتها وقال : بسم الله ، كلوا على اسم الله . فتغيرنا لذلك ثم تمسكنا لحاجتنا إلى الطعام ، وذلك أننا جوعنا أنفسنا للميعاد بالأمس . فأكلنا حتى أنهينا ، والجفنة كما هي مدفقة ثم دفع إلينا عسا من لبن - وكان علي يخدمنا - فشربنا كلنا حتى روينا والعس
[1] الجذعة : الغنم له سنة تامة - مجمع البحرين . [2] الفرق : بالفتح أو الكسر فالسكون : السقاء الممتلئ ، وكيل كبير للبن ، من أكيال المدينة .