فيبايعني على أ نه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ، ووصيي وخليفتي ( في أهلي ) ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أ نه لا نبي بعدي ؟ ! فأمسك القوم . فقال : والله ليقومن قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمن ! فقام علي ( عليه السلام ) وهم ينظرون إليه كلهم ، فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه [1] . وقد يؤيد دعوى ابن أبي رافع بأن ذلك الجمع وتلك الدعوة كانت في الشعب أي بعد الإعلان : أن أبا لهب يلتهب بمشاهدته المعجزة فيتهم الرسول بالسحر وينبزه بكنية ابن أبي كبشة مما اعتاد عليه المشركون بالنسبة إليه ( صلى الله عليه وآله ) فالحالة ليست حالة مفاجأة بعد سر وكتمان وانما تناسب سابق خبر أو علم أو اعلان . وكذلك يؤيد كون ذلك في الشعب بعد الإعلان : أن الأمر أمر انذار لا إخبار ، والتبشير أنسب ببدء الإخبار من الإنذار ، وأن الرسول لم يبدأهم بالدعوة إليه والى رسالته ، بل إلى بيعته ليكون خليفته بعده ، ثم أنذرهم : ليقومن قائمكم أو لتكون في غيركم ثم لتندمن ! فالحالة والموقف - كذلك - ليس موقف مفاجأة ومبادأة بعد سر وكتمان ، بل تناسب سابق علم وإعلان . ولعله ( صلى الله عليه وآله ) أمر بهذه الدعوة في الشعب تحديا لكبرياء قريش ، ولما فيها من يأس للكافرين . والظاهر أن خبر أبي رافع خبر حاضر ناظر مباشر إذ هو مولى العباس بن عبد المطلب وهو من بني هاشم المدعوين والمجتمعين ، فلعله كان مصطحبا لمولاه هذا ، ولا نجد فيما بأيدينا مباشرا غيره سوى علي ( عليه السلام ) ،