بلفظه الأول لا الأخيرين ، كما فعل البخاري فرواه دونهما ، وان كان مسلم قد رواهما معا . فالمعول على اللفظ الأول للخبر دون الآخرين ، حيث أقر راوي الخبر أبو سلمة بنقله عن جابر من دون القول بأن أول ما نزل سورة المدثر ، وان كان قد أضاف ذلك إليه في اللفظين الأخيرين ( فالعهدة ) فيهما على الراوي دون جابر ، فليس من باب الظن والاجتهاد من جابر ، كما في " التمهيد " [1] وعلى هذا فليس القول بإن أول ما نزل هو سورة المدثر من جابر ، بل هو من نسبة أبي سلمة إلى جابر ، دون ثبات على هذه النسبة فقد روى هو عنه خلافها أيضا . نعم لا يمكن تأييد ما في الخبر عنه ( صلى الله عليه وآله ) أ نه قال : " فجئثت منه فرقا " أي خفت منه خوفا أو فزعت منه فزعا ، لأنه بظاهره يتنافى مع ما رواه العياشي في تفسيره عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كيف لم يخف رسول الله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان ؟ فقال ( عليه السلام ) : " إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان يأتيه من قبل الله عز وجل مثل الذي يراه بعينه " [2] . وروى الصدوق في " التوحيد " بسنده عن محمد بن مسلم ومحمد بن مروان عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : " ما علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن
[1] التمهيد 1 : 94 . [2] تفسير العياشي - وعنه في البحار 18 : 262 .