يوما ثم قال " وكان عمرها مع أبيها بمكة ثمانية سنين " [1] . وهكذا مر الأربلي على هذا الخبر المرفوع لابن الخشاب مرور الكرام من دون أن يلاحظ عليه التناقض فيه ، فهو من جانب يقول : ولدت فاطمة بعد البعثة ، ومن جانب آخر يقول : وقريش تبني الكعبة ! وهذان الأمران لا يجتمعان ، فإن البيت بني قبل البعثة بخمس سنين لا بعدها . اللهم الا أن نقول بأن الجملة : " وقريش تبني البيت " مزيد مردود من الراوي ، والا فأصل الخبر مردود إلى أهله . ويشبه هذا الخبر المرفوع لابن الخشاب عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في جملة : " وقريش تبني الكعبة " خبر آخر مسند لابن حماد الدولابي " الحنفي " في كتابه " الذرية الطاهرة " بسنده عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر قال : " دخل العباس على علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله وأحدهما يقول لصاحبه : أينا أكبر ؟ فقال العباس : ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسبع سنوات ، وولدت ابنتي وقريش تبني البيت ، ورسول الله يومئذ ابن خمس وثلاثين سنة ، قبل النبوة بخمس سنين " [2] . والظاهر أن المراد بأبي جعفر هو الباقر ( عليه السلام ) كما في أخبار أخرى عنه مصرحة باسمه في الكتاب ومنها خبر قبل هذا عن أبي جعفر محمد بن علي قال : " توفيت فاطمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بخمس وتسعين ليلة في سنة إحدى عشرة " . وان كان الراوي المباشر للخبر السابق : يحيى بن شبل ، لم أجده في