responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي نویسنده : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي    جلد : 1  صفحه : 297


بالرسول بأكثر من خمسين سنة ، فكيف روى هذا الخبر بلا اسناد إلى أحد قبله ؟ !
والرواية الأولى نقلناها عن الصدوق في ( اكمال الدين ) بسنده إلى ابن عباس ، وكانت تنتهي بقول أبي طالب : وعجلت به حتى رددته إلى مكة [1] .
وقد ذكر الديار بكري الرواية عن ابن عباس أيضا ولكنه جاء في آخرها : فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق قبل ما نبئ [2] وعلى هذا يكون ايمان أبي بكر قد سبق نبوة النبي فضلا عن ميلاد علي ( عليه السلام ) ! ولهذا قال الصفوري الشافعي : وكان إسلامه قبل ان يولد علي بن أبي طالب [3] وتوهم النووي أن سن أبي بكر في هذه السفرة كان خمس عشرة ، بل عشرين سنة ، فقال كان أبو بكر أسبق الناس اسلاما ، أسلم وهو ابن عشرين سنة وقيل : خمس عشرة سنة [4] وقد مر أن خبر ابن عباس كان خليا عن هذه الإضافة ، وان المعروف ان أبا بكر كان أصغر من النبي بأكثر من سنتين ، ولم يكن مع النبي في رحلته هذه ، كما ذهب إليه مغلطاي في سيرته [5] والدمياطي كما في ( تأريخ الخميس ) [6] ولا أظنه الا موضوعا باطلا كما ذهب إليه الذهبي [7] من موضوعات معاوية كما روى خبرها ابن أبي



[1] اكمال الدين : 182 .
[2] تأريخ الخميس 1 : 261 .
[3] نزهة المجالس 2 : 147 .
[4] الغدير 7 : 272 .
[5] سيرة مغلطاي : 11 .
[6] تأريخ الخميس 1 : 259 .
[7] تأريخ الخميس 2 : 259 والسيرة الحلبية 1 : 120 . وقال الحسني في سيرته : ولكن تلك المرويات على كثرتها وشهرتها بين المؤرخين والمؤلفين في سيرته لا يكاد يثبت منها شئ عند عرضها على أصول علم الدراية ، كما أشرنا إلى بعض عيوبها في كتابنا ( الموضوعات في الآثار والأخبار ) : ( سيرة المصطفى : 49 ) ولكنه عاد في ص 56 فقال " وإذا كنت قد وقفت موقف المتصلب في كتابي ( الموضوعات ) من بعض المرويات التي يرويها المدائني عن بعض من تستروا بصحبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورواها غيره من المؤرخين ( كما رواها الصدوق في ( اكمال الدين واتمام النعمة ) فإني لا أقف نفس الموقف من حديث بحيرا الراهب ، فمن الجائز أن يكون قد رأى النبي ولكن دوره معه لا يعدو أن يكون دور من يرقب له النبوة عندما وجد فيه بعض العلامات التي وصفته بها الكتب القديمة كالتوراة والإنجيل وغيرهما . . أما بقية الأحداث والخوارق التي روتها كتب التأريخ والحديث وادعت وقوعها في تلك الرحلة ، فلو صحت لتركت أثرا في مكة وما جاورها بل في شبه الجزيرة بكاملها ، ولم يحدث شئ من ذلك " . وفصل هذا المعنى فقال : " ان تلك الأحداث والكرامات التي يدعيها الرواة ، وبخاصة ما كان منها في طريقه إلى الشام مع تلك الحشود لم تترك أثرا على المكيين الذين رافقوه في تلك الرحلة ، فلا محمد قد احتج بها عليهم يوم كانوا يطاردونه من بيت إلى بيت وفي شعاب مكة وبطاحها ، ولا حدث أحد من المؤرخين بان رفاقه في تلك الرحلة كانوا يتحدثون بها لمن رجعوا إليهم في مكة وما جاورها ، كل ذلك مما يرجح استبعادها " . وقال : " نبهت في كتابي ( الموضوعات ) على ما يرويه المحدثون والمؤرخون مما جرى له في طريقه إلى الشام وهو في قافلة تتألف من مائة وثمانين من التجار ومعاونيهم : كحديث الغمامة التي كانت تظلله ، والمياه التي كانت تتفجر من بطون الصحراء التي كانت تتعرض فيها حياة العشرات من المسافرين للموت عطشا ، والأشجار اليابسة التي كانت تعود إليها الحياة فتثمر من ساعتها أنواعا من الثمار ، إلى كثير من أمثال ذلك " . هذا ، ولم يكن فيما رويناه الا تظليل الغمامة إذا اشتد الحر ، وعند نزوله عند الشجرة .

297

نام کتاب : موسوعة التاريخ الإسلامي نویسنده : الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست