أصلا ! ولذلك قال الذهبي بشأن هذا الخبر : أظنه موضوعا ، بعضه باطل [1] ورواه الترمذي في سننه ثم قال : حسن غريب ! وقد نقل الطبري عن الكلبي : ان أبا طالب خرج برسول الله إلى بصرى وهو ابن تسع سنين [2] . والمعروف أن أبا بكر كان أصغر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأكثر من سنتين ، فكيف يكون ما ذكر ؟ ! وقد ألمح إلى التشكيك فيها جماعة من المؤرخين - كما سبق - منهم أبو الفداء في تأريخه الكبير ، وجاء فيه : ان أحد رواتها هو أبو بكر بن أبي موسى عن أبيه الأشعري ، وقد دخل في الإسلام في السنة السابعة من الهجرة ، ولابد أن تكون حينئذ من مرسلات الصحابة . وشكك في الرواية : أنها اشتملت على أن أبا طالب أرجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) - كما زعم الراوي - مع بلال الحبشي وأبي بكر ، وقد كانا يوم ذاك أصغر منه سنا ، حيث إن أبا بكر في ذلك الوقت لم يتجاوز العاشرة ، وبلال الحبشي كان أقل من ذلك فكيف يصح أن يرده أبو طالب إلى مكة من تلك المسافة البعيدة وفي تلك الصحراء المخيفة مع طفلين صغيرين ؟ ! [3] ثم الرواية - كما مر - عن أبي موسى الأشعري ، وهو أنصاري مدني ، والمعروف أ نه ولد قبل البعثة بثماني سنين ، وقدم إلى المدينة بعد الهجرة بسبع سنين ، ورحلة الرسول مع عمه أبي طالب إلى الشام كانت قبل البعثة باثنتين وثلاثين سنة ، وقبل الهجرة بخمس وأربعين سنة ، وقبل اتصال أبي موسى