فضمه أبو طالب إلى نفسه لا يفارقه ساعة من ليل ولا نهار ، وكان ينام معه حتى بلغ ، لا يأتمن عليه أحدا [1] .
[1] ثم روى الصدوق بسنده إلى ابن إسحاق عن العباس بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن معبد ، عن أبيه معبد بن العباس بن عبد المطلب - أو بعض أهله - قال : كان يوضع لعبد المطلب جد رسول الله فراش في ظل الكعبة ، فكان لا يجلس عليه أحد من بنيه اجلالا له ، وكان رسول الله يأتي حتى يجلس عليه ، فيذهب أعمامه يؤخرونه ، فيقول جده عبد المطلب : دعوا ابني فيمسح ظهره ويقول : ان لابني هذا لشأنا . ثم قال : فتوفي عبد المطلب والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ابن ثماني سنين : بعد عام الفيل ثماني سنين . ( والخبر في سيرة ابن هشام 1 : 178 ، وفي تهذيب السيرة : 41 ) ثم قال الشيخ الصدوق : ان أبا طالب كان مؤمنا ولكنه كان يستر الإيمان ويظهر الشرك ليكون أشد تمكنا من تصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ثم روى بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : والله ما عبد أبي - ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف - صنما قط . قيل : فما كانوا يعبدون ؟ قال : كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم ( عليه السلام ) متمسكين به . ثم روى بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ان أبا طالب أظهر الكفر وأسر الإيمان ، فلما حضرته الوفاة أوحى الله إلى رسول الله : اخرج منها فليس لك بها ناصر ! فهاجر إلى المدينة ( اكمال الدين : 169 - 172 ) . وروي في ( الخصال ) بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : هبط جبرئيل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ! ان الله عز وجل قد شفعك في خمسة . في بطن حملك ، وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وفي صلب أنزلك ، وهو عبد الله بن عبد المطلب . وفي حجر كفلك ، وهو عبد المطلب بن هاشم ، وفي بيت آواك ، وهو عبد مناف بن عبد المطلب أبو طالب ، وفي أخ كان لك في الجاهلية . قيل : يا رسول الله ! من هذا الأخ ؟ فقال : كان انسي وكنت أنسه ، وكان سخيا يطعم الطعام . ثم قال الصدوق : اسمه : الجلاس بن علقمة ( الخصال 1 : 292 ، 294 ) وروى مثله بسند آخر في معاني الأخبار : 45 والأمالي 6 ورواه الكليني في أصول الكافي 1 : 446 وروى الصفار في ( قرب الإسناد : 27 ) بسنده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله : اني مستوهب من ربي أربعة ، وهو واهبهم لي إن شاء الله تعالى : آمنة بنت وهب ، وعبد الله ابن عبد المطلب ، وأبو طالب بن عبد المطلب ، ورجل من الأنصار جرت بيني وبينه ملحة ، وروى الطبرسي في ( إعلام الورى : 10 ) عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما زالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب ( عليه السلام ) .