جعفر ( عليه السلام ) أنه قال : لما قبض إبراهيم ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جرت في موته ثلاث سنن : أما واحدة : فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس : انما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله ، فصعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس ! إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا " . ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف [1] . إن فكرة كسوف الشمس لموت ابن رسول الله كان مما يرسخ العقيدة برسول الله في نفوس الناس ، وهو من ثم يؤدي إلى انتشار رسالته ولكنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يرض أن يتأيد بالخرافة . إن كفاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ضد الخرافات وعلى رأسها عبادة الأصنام والأوثان واتخاذ بعض المخلوقات أربابا لم يكن دأبه في رسالته فحسب بل إنه كان يكافح الأوهام والخرافات حتى في دور طفولته وصباه . فقد روى المحدث المجلسي في موسوعته " بحار الأنوار " عن كتاب " المنتقى في أحوال المصطفى " للكازروني من العامة ، بسنده عن ابن عباس عن حليمة السعدية أنها قالت " فلما تم له ثلاث سنين قال لي يوما : يا أماه ! مالي لا أرى أخوي بالنهار ؟ قلت له : يا بني انهما يرعيان غنيمات ، قال : فمالي لا أخرج معهما ؟ قلت له : تحب ذلك ؟ قال : نعم . فلما أصبح دهنته وكحلته وعلقت في عنقه خيطا فيه جزع يمانية فنزعها ثم قال لي : مهلا يا أماه ! فإن معي من