قال : * ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ) * ولعله كان عشتر ( الزهرة ) ، ولعل الليلة كانت من أواخر الشهر القمري إذ يظهر القمر متأخرا فبدأ بالكوكب ثم قال : * ( فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ) * فالليلة كانت من أوائل العشر الأخيرة من الشهر القمري إذ يظهر القمر متأخرا ثم يأفل ولا يبقى حتى الصباح ، ولما بزغت الشمس صباحا * ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر ) * ولعله بهذا يعترض على تقديمهم للقمر ( الأصغر ) على الشمس ( الأكبر ) * ( فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون ) * [1] . ولعل شرك هؤلاء الصابئة البابليين هو منشأ شرك أهل اليمن ثم الحجاز [2] . أما الهدهد فطبيعي أنه إنما اهتدى إليهم نهارا فوجدهم يسجدون للشمس ، ولم يذكر القمر والزهرة ولم ينفهما . وقد أشار القرآن الكريم إليها بأسمائها المعينية اليمنية لدى النزاريين الحجازيين مع خمسة آلهة أخرى لهم ، في آيتين من سورتين هما قوله سبحانه : * ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) * ثم أشار إلى أنوثتهما لديهم فقال : * ( ألكم الذكر وله الأنثى ) * [3] . والآية الأخرى من سورة نوح وعن لسانه ( عليه السلام ) * ( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ومكروا مكرا كبارا