في شخص رسول الله وخليفته وحجته على عباده ، وكان خالي الذهن عن المنطلقات الأساسية والضوابط الحقيقية التي يجب أن يتوفر عليها من يحاول دراسة التأريخ بصورة علمية ، وسيرة الرسول الكريم بصورة خاصة [1] . سحاب مركوم على الحق المظلوم : أما كيف حدث كل هذا الحديث الموضوع للنيل من كرامة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فنحن نرى ذلك من التعتيم الذي اصطنعه بنو أمية وبنو مروان على معالم الشخصية النبوية ، مستفيدين من سياسة المنع من الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بل إحراق ما كتبه كبار الصحابة عنه : ابتداء من الخليفة الأول إذ أحرق خمسمائة حديث كان قد جمعها هو من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [2] . ثم اشتد الأمر على عهد الخليفة الثاني فإنه جمع ما كتبه الصحابة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحرقه ، ولعل ذلك بعد أن اتصل به كعب الأحبار الحبر اليهودي المسلم . ولقد كان اليهود على فرقتين : فرقة تؤمن بالكتابة والتدوين وهم الفريسيون ، وفرقة أخرى تؤمن بوجوب الحفظ وعدم جواز كتابة شئ غير التوراة ، ويقال لهؤلاء : القراء [3] وضعف أمر الفريسيين وكثر القراء ، ويظهر أن كعب الأحبار كان من القراء ، كما يظهر من جوابه لعمر حينما سأله عن
[1] انظر مقدمة الصحيح في السيرة 1 : 16 ، 17 . [2] راجع المصادر في كتاب النص والاجتهاد : 151 . [3] شرح ذلك النوري في كتابه الفارسي : لؤلؤ ومرجان : وفصله محمد حسن ضاضا في كتابه : التفكير الديني عند اليهود .