يحفظني " [1] . الخرافات في عقائد العرب الجاهليين : إن عقائد جميع أمم العالم كانت حين طلوع فجر الإسلام خليطا بأنواع من الخرافات والأساطير ، فالأساطير الساسانية واليونانية كانت تسود على أفكار أمم كانت تعد من أرقي أمم العالم يومذاك . وحتى اليوم يوجد بين أمم العالم خرافات كثيرة لا تستطيع الحضارة الحاضرة أن تنفيها من حياة الناس . وقد سجل التأريخ خرافات وأساطير كثيرة للناس في شبه جزيرة العرب ، جمع كثيرا منها السيد محمود الآلوسي في كتاب أسماه " بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب " مع ذكر شواهد لها من الشعر الجاهلي وغيره ، بمراجعة هذا الكتاب ومثله يواجه المرء شيئا كثيرا من الخرافات قد ملأت عقول العرب الجاهليين ، وكانت هذه الأساطير إحدى عوامل التخلف فيهم عن سائر أمم العالم آنذاك ، وكانت كذلك أكبر سد أمام تقدم الإسلام فيهم أيضا ، ولهذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يسعى جاهدا أن يحبط تلك الأساطير والأوهام من آثار الجاهلية ، فحينما أرسل " معاذ بن جبل " إلى اليمن أمرة قائلا : " وأمت الجاهلية الا ما سنه الإسلام ، وأظهر أمر الإسلام كله صغيره وكبيره " [2] . وهنا نأتي نحن بنماذج من خرافاتهم :