كيف حدث ذلك وقد نهاهم الله قبل ذلك عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي ( ص ) ولعل الجواب ما أفاد به ابن عباس بقوله ( ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه ) .
وليس هنالك أي تعليل لفعل عمر إلا أنه أحس ان النبي يريد التنصيص على شخص معين يرجعون الناس إليه من بعده كما هو شأن كل نبي أو وصي من آدم إلى خاتم النبوة .
أما لماذا لم يعاود النبي ( ص ) كتابة ما أراد فلعلمه صلوات الله عليه بمخالفة القوم وإنهم سيصرون على اتهام النبي بالهذيان وعندها لن يبقى دين ولا اسلام وسيعود عمر وغيره لأكل آله التمر وعدم الالتزام بكتاب الرسول .
وبينما كان بنو هاشم يقومون بدفن الرسول كانت أحزاب وبطون قريش تزف أبو بكر إلى المسجد زفا ليبايعه الناس قبل انتهاء مراسم جنازة رسول الله ( ص ) بعد أيام تذكر القوم ان نبيهم ( ص ) مات ولا بد من تقديم التعازي لآل الرسول عليهم السلام .
فجهز عمر سرية مقاتلة قادها بنفسه وبمساعدة عبد الرحمن ابن عوف وخالد ابن الوليد وأسيد بن خضير وبغلا محملا بالحطب يقوده قنفذ وفي يده قبس من نار . وحدث ما تتفجع له القلوب .
هكذا قدمت السلطة الجديدة التعازي لأهل بيت محمد بمناسبة وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله .
راجع العقد الفريد ج 3 ص 64 وانساب الاشراف ج 1 ص 586 وكنز العمال ج 3 ص 140 والرياض النضرة للطبري ج 1 ص 167 وتاريخ الخميس ج 1 ص 178

23