نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 163
أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وأخر متشابهات } أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد . وعن مجاهد المتشابهات يصدق بعضهنَّ بعضاً وهذا إنما هو في تفسير قوله { كتاباً متشابهاً مثاني } فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم ، وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله حيث قال منه آيات محكمات فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ليس لهن تصريف ولا تحذيف عما وضعن عليه ، قال : والمتشابهات في الصدق ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق . قال تعالى { فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل { فيتبعون ما تشابه منه } أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دامغ لهم وحجة عليهم ولهذا قال الله تعالى : { ابتغاء الفتنة } أي الإضلال لأتباعهم إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهذا حجة عليهم لا لهم كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركوا الاحتجاج بقوله { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه } وبقوله { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله . وقوله تعالى { وابتغاء تأويله } أي تحريفه على ما يريدون هذا هو الأمر ، إذن الذي يسعى خلف هذا الأمر فهو يسعى للفتنة والتأويل الكتاب وتحريفه على غير المنهج الصحيح ، وهذا ثابت في قوله تعالى ( ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )
163
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 163