نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 339
فقلت للأشعث وهو قاعد بين يديه : يا عدوّ الله : أكفرت بعد إسلامك ، وارتددت ناكصاً على عقبيك . فنظر إليّ نظراً علمت أنه يريد أن يكلمني بكلام في نفسه ، ثم لقيني بعد ذلك في سكك المدينة فقال لي : أنت صاحب الكلام يا ابن الخطاب . فقلت : نعم يا عدوّ الله . ولك عندي شر من ذلك . فقال : بئس الجزاء هذا منك . قلت : وعلام تريد مني حسن الجزاء ؟ قال : لأنفتي [1] لك من اتباع هذا الرجل [2] . والله ما جُرأتي على الخلاف عليه إلاّ تقدمُه عليك ، وتخلّفك عنها ، ولو كنت صاحبها لما رأيت مني خلافاً عليك . قلت : لقد كان ذلك فما تأمرني الآن ؟ ! قال : إنه ليس بوقت أمر ، بل وقت صبر ، ومضى ، ومضيت . ولقي الأشعث الزبرقان بن بدر فذكر له ما جرى بيني ، وبينه فنقل ذلك إلى أبي بكر فأرسل إليّ بعتاب مؤلم . فأرسلت إليه : أما والله لتكفنّ ، أو لأقولنّ كلمة بالغة بي ، وبك في الناس تحملها الركبان حيث ساروا ، وإن شئت استدمنا ما نحن فيه عفواً ، فقال :
[1] أنف من الشيء يأنف أنفاً إذا كرهه ، وشرفت نفسه عنه . وأراد به هاهنا أخذته الحميّة من الغيرة ، والغضب . النهاية لابن الأثير : 1 / 76 . [2] يقصد بالرجل هاهنا : الامام عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه .
339
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 339