نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 338
نفسي ، وأملت إنابته [1] ورجوعه ، فوالله ما فعل حتى يغر بها لئيماً . قال المغيرة : فما منعك يا أمير المؤمنين ؟ وقد عرّضك بها يوم السقيفة بدعائك إليها ثم أنت الآن تنقم ، وتتأسف . قال : ثكلتك أمّك يا مغيرة ، إني كنت أعدّك من دهاة العرب كأنّك كنت غائباً عمّا هناك . إن الرجل ماكرني فماكرته ، وألفاني أحذر من قطاة . إنّه لما رأى شغف الناس به ، وإقبالهم بوجوهم عليه أيقن أنهم لا يريدون به بدلاً ، فأحب لما رأى من حرص الناس عليه ، وميلهم إليه ، أن يعلم ما عندي ، وهل تنازعني نفسي إليها ؟ وأحبّ أن يبلوني بإطماعي ، فيها ، والتعرض لي بها ، وقد علم ، وعلمت لو قبلت ما عرضه عليّ لم يجب الناس إلى ذلك ، فألفاني قائماً على أخمصي ، مستوفزاً حذراً ، ولو أجبته إلى قبولها لم يسلم الناس إليّ ذلك ، واختبأها ضغناً على ما في قلبه ، ولم آمن غائلته ولو بعد حين بعدما بدا لي من كراهة الناس لي . أما سمعت ؟ نداءهم من كل ناحية عند عرضها عليّ : لا نريد سواك يا أبا بكر أنت لها . فرددتها إليه عند ذلك فقد رأيته التمع وجهه سروراً . ولقد عاتبني مرة على كلام بلغه عني ، وذلك لما قدم عليه بالأشعث أسيراً فمنّ علي ، وأطلقه ، وزوّجه أُخته أُم فروة .
[1] الإنابة : الرجوع إلى الحق بالوفاء بعد التوبة . لاروس : المعجم العربي الحديث : 167 .
338
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 338