نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 303
محاولاتهم المتكرّرة للضغط على الزهراء . حرمان بني هاشم من الخمس الذي كان سيتيح فرصة الاستقلال الماديِّ عن جماعة الحكم ، ويساعدهم بالتالي على الاستقلال الفكري العقائدي أيضاً . رفضهم إعطاء فاطمة حقّها من الإرث في فدك ; وقد فسّر عليّ بن الفارقي المعتزلي الأمر كما يلي : " ولو أعطاهم اليوم فدكاً بمجرّد دعواها لجاءت إليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ، ولم يمكنه حينئذ الاعتذار بشيء ; لأنّه قد سجّل على نفسه بأنّها صادقة فيما تدّعي كائناً ما كان من غير الحاجة إلى بيِّنة أو شهود " . هذا يقودنا إلى السؤال المشروع التالي : هل يعقل أن يُطالب أبو بكر ، فاطمة الزهراء ، ابنة النبي وخديجة ، وزوجة عليّ ، وأمّ الحسن والحسين بتقديم أدلّة على صحّة أقوالها أيّاً كانت ؟ وإذا كانت فاطمة بحاجة إلى دلائل على صحّة أقوالها فمن هو ذا ، في طول التاريخ الإسلامي وعرضه ، الذي سنصدّق أقواله دون دلائل قاطعة ؟ إنّ التناقضات تحتلّ صدر الصورة في النصوص المتعلّقة بفاطمة الزهراء في كتب التراث فقد نقلت تلك الكتب عن أبي بكر قوله ، فيما يتعلّق بالإرث النبوي ، إنّ الأنبياء لا يورثون ; ونُسب هذا القول للنبي ذاته . مع ذلك فاحتجاج الزهراء بالقرآن : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يفتح باب التناقض على مصراعيه :
303
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 303