نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 276
أخرج الطبري عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو وسعيد ، قالوا : لما أجمعوا أن يضعوا بنيان الكوفة ، أرسل سعد إلى أبي الهياج فأخبره بكتاب عمر في الطرق ، أنه أمر بالمناهج أربعين ذراعاً ، وما يليها ثلاثين ذراعاً ، وبين ذلك عشرين ، وبالأزقة سبعة أذرع ، ليس دون ذلك شيء ، وفي القطائع ستين ذراعاً إلاّ الّذي لبني ضبة . فاجتمع أهل الرأي للتقدير حتى إذا أقاموا على شيء قسم أبو الهياج عليه ، فأول شيء خُط بالكوفة وبُني حين عزموا على بناء المسجد ، فوضع أصحاب الصابون والتمارين من السوق فاختطوه ، ثم قام رجل في وسطه ، رام شديد النزع ، فرمى عن يمينه فأمر من شاء أن يبني وراء لا سهمين ، فترك المسجد في مربعة غلوة من كل جوانبه ، وبنى ظُلةً في مقدمه ، ليست لها مجنبات ولا مواخير ، والمربعة لاجتماع الناس لئلا يزدحموا . وكذلك كانت المساجد ما خلا المسجد الحرام ، فكانوا لا يشبهون به المساجد تعظيماً لحرمته ، وكانت ظلته مئتي ذراع على أساطين رخام للأكاسرة ، سماؤها كأسمية الكنائس الرومية . وأعلموا على الصحن بخندق لئلا يقتحمه أحد ببنيان . وبنوا لسعد [1] داراً بحياله بينهما طريق منقب مئتي ذراع . وجعل فيها بيوت الأموال ، وهي قصر الكوفة اليوم . بنى ذلك له روز به من آجر بنيان الأكاسرة بالحيرة ، ونهج في الوَدَعة