نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 158
جاء نتيجة تدبير سابق أبرمه الصاحبان قبل وفاة الرسول الكريم . . بل جاء قبل يوم صحيفة الوصيّة التي طواها عن أعين المسلمين وعن سمع الزمان كنصّ مكتوب ومقروء ذلك الصاحب منها المحسوب بين صفوة أصحاب محمّد ، وخيرة رجال الإسلام . بل قد جاء قبل ذلك من الأيام بوقت لم ينكشف لنا مداه ، ربّما يقصر ، وربّما يطول . . الشيخان كما يقال : عقدا اتّفاقاً وضعاه في الخفاء ، وغلّفاه بالأسرار . . ثمّ مضيا إلى غايتهما على طريق رسماه . . ورافقهما في هذه الرحلة " السلطانيّة " قدماً بقدم ، وكتفاً إلى كتف ، وساعة بساعة ثالث ثلاثتهم : أبو عبيدة بن الجرّاح . . فهل هو حق الذي يقال : ؟ . . . ما قد نُسب إلى الشيخين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من اتفاق في قضيّة الخلافة . . يكاد يبديهما كأنّما استحوذا على إمرة المؤمنين غصباً بعد تدبير محكم دقيق ، ومن وراء القهور ؟ والأبواب . . وهذا التدبير ، في رأي من يقولون بحدوثه ، يرجع إلى ما قبل موعد اجتماع السقيفة بوقت لا يذكرون مداه ، لأنّه لا يعرف على وجه التحقيق والتحديد . . لكنّه يسبق وفاة رسول الله بطبيعة الحال . ويجمع أبا عبيدة بن الجرّاح إلى صاحبيه الكبيرين في رباط واحد ، جمع قرين إلى قرين . . ويرسم الرجال الثلاثة كطلاّب سيادة ، ما أن تسنح لهم الفرصة التي
158
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 158