نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 111
[ وقال الأستاذ عبد الكريم الخطيب : وهذا الّذي كان من عليّ في ليلة الهجرة ، إذا نظرنا إليه في مجرى الأحداث الّتي عرضت للإمام عليّ في حياته بعد تلك الليلة ، فإنّه يرفع لعين الناظر ، أمارات واضحة ، وإشارات دالّة ، على أنّ هذا التدبير الذي كان في تلك اللّيلة ، لم يكن أمراً عارضاً ، بالإضافة إلى عليّ ، بل هو عن حكمة لها آثارها ، ومعقباتها ! فلنا أن نسأل : أكان لإلباس الرسول صلّى الله عليه وسلّم شخصيّة لعليّ ، تلك الليلة ، ما يوحي بأنّ هناك جامعة تجمع بين الرسول ، وبين عليّ ، أكثر من جامعة القرابة التي بينهما ؟ وهل لنا أن نستشف من ذلك ، أنّه إذا غاب شخص الرسول كان عليّاً هو الشخصيّة المهيّأة لأن تخلفه ، وتمثل شخصه ، وتقوم مقامه ؟ وأحسب أنّ أحداً قبلنا لم ينظر إلى هذا الحدث ، نظرتنا هذه إليه ، ولم يقف عنده وقفتنا تلك ، حتى شيعة علي ، والمبالغين في التشيّع له ! فإنّا نراهم لا يلتفتون كثيراً إلى هذه الواقعة ، ولا يقيمون منها شاهداً يشهد لعليّ أنّه أولى الناس برسول الله ، والقيام معه ، على حين نراهم يتعلّقون بكلّ شيء يرفع عليّاً إلى تلك المنزلة ! ! وأحسب كذلك أنّنا لم نتعسّف كثيراً ، حين نظرنا إلى عليّ ، وهو في برد الرسول ، وفي مثوى منامه الذي اعتاد أن ينام فيه - فقلنا : هذا خلف رسول الله ، والقائم مقامه [1] .
[1] عبد الكريم الخطيب : الإمام على بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة : ص 105 - 107 .
111
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 111