أعوذ باللّه مما دسوه وشوهوا به صفحة تاريخ الاسلام مما يأباه الشرع الحنيف ، وقد شاء اللّه أن يكذبوه بينهم ، وإليك ما جاء في مستدرك الحاكم ج 4 ص 422 ، ورواه الذهبي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال لكعب بن عجزة : « أعاذك اللّه يا كعب من امارة السفهاء . قال : وما امارة السفهاء يا رسول اللّه . قال : أمراء يكونون بعدي لا يهدون بهديي ، ولا يستنون بسنّتي ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ، ولست منهم ، ولا يردون عليّ حوضي ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي » . فأعرض يا قارئي الكريم على فكرك الوقّاد وعقلك السليم واختر حسب الآية الكريمة : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم اللّه وأولئك هم أولو الألباب ) الآية ( 18 ) من سورة الزمر . اختر ما تراه منطقياً ومعقولاً ومطابقاً لأصول العدالة والمساواة ، هل يجوز أن تعطى الصدقات لأهلها من ذوي العوز والفاقة طبق آيات اللّه ، أو تعطيها للظلمة الفجرة يستعملوها في هواهم وارهاق عباد اللّه . وهل الصدقات إلاّ ضريبة على أموال الأغنياء لسد عوز الفقراء والمساكين ، فتعطى لأمثال الفجرة الكفرة ، وهم قد بلغوا حد الاشباع من الثروة ، وعلى أطرافهم من يتضور جوعاً وينام طاوي الحشى . راجع بذلك نهج البلاغة ج 2 ص 214 : « إن اللّه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما تمتّع به غنيّ ، واللّه سائلهم عن ذلك » . وراجع المحلى لابن حزم ج 6 ص 158 ، وتاريخ الخطيب ج 5 ص 208 ، والأمول لأبي عبيد ص 595 .