ينشرون الاسلام وهم يجهلون أصوله ، وهم لم يتبعوا أوامر اللّه ورسوله ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، فكيف يستطيع أمثال أبو بكر وهو يقول : أقيلوني فلست بخيركم . وعمر الذي طالما كرر : لولا علي لهلك عمر . بل وأشد بقوله : حتى النساء أفقه منك يا عمر . وقد مرت باسنادها هؤلاء نجدهم منذ الساعة الأولى يقدمون أبو سفيان ، ويقدمون بنيه في حملاتهم كما قدموا عمرو بن العاص والمغيرة ، ويعطوهم المناصب . وإذا قلنا إن بعضهم حق له لأنه اشترك في امارة الحروب ، فما هو شأن الآخرين مثل معاوية ، ومن هو عثمان لينصب خليفة ؟ وأي ميزة له سوى أدلاء عمر له نصاً عن طريق الشورى . لما وجدنا وأثبتنا ذلك وكما وجدنا إنما عمر نصبه متقصداً ، كل ذلك مناوأة لعلي وآل البيت ( عليهم السلام ) وهو يشهد بمقام علي مراراً وكراراً ، حتى لنجد ابنه عبد اللّه يسأله : وأنت تشهد بمقام علي فما يمنعك أن توليه ؟ فنراه يقول كما مر : لا أريد أن أتحملها حياً وميتاً . كلمة يدرك العقلاء فحواها ، إنما هو الاصرار على مخالفة اللّه ورسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والاصرار إلى جعلها في ألد أعداء الاسلام وآل بيت الرسالة وهم بنو أمية كما وجدنا ، أولئك الذين عرفوا كيف يركزون مقامهم في عهدهم بجعل الاخبار والروايات ووضعها في أبي بكر وعمر وعثمان وبني أمية ، والقضاء على فضائل محمد وآله وقتل وهتك كل من تحدثه نفسه بإدلاء حقيقة عنهم . ولا يخفى على الجميع صنائعهم بالحسنين سيدي شباب أهل الجنة ، ومن قبل بابيهما ومن بعد ببنيه . وما معاوية ويزيد ومروان وعبد الملك وأبنائهم وأحفادهم تلك الشجرة