واليه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد . وهكذا يرى أعاظم الصحابة وزعماء المسلمين وقرائهم وعلمائهم وأبرارهم وأتقيائهم على مرأى الكل ومسمعهم أصبحوا - تحت ارهاق وزجر وقسر الخليفة - ألعوبة محقرة مهانة تتلقفها كيفما شاءت أوغاد بني أمية وصبيانهم وفجارهم الذين أصبحوا ولاة الأمر ومشاوري الخليفة المقربين لا يهمهم معالم الدين ولا يحسبون لأموال وأملاك ونفوس وأعراض ومعتقدات المسلمين مهما بلغوا من سابقة وشجاعة وتضحية وعلم وتقوى ومكانة مرموقة بنظر العالم الاسلامي إلاّ ويجب أن تكون آلة منقادة ، مطاعة من الوليد الفاجر السكير ، وسعيد الوغد الأرعن ، ومعاوية الفاسق المكار الذي ما عرف - مثل أبيه - الدين ولا بلغ أي جارحة من جوارحه ، وابن أبي سرح ، ومروان بن الحكم وإخوته وأبوه وأبو سفيان أولئك الملاعين المبغوضين الطرداء الطلقاء . وبغير ذلك فهم معرضين للشتم والسب والضرب واللكم والصفع والجلد والنفي والقتل دون رحمة وشفقة تصحبهم التهم بإثارة الفتن والحزازات والكذب والنفاق . هذه الصدمات المتتالية والآلام المتعاقبة أهابت المسلمين في الشرق والغرب والشمال والجنوب للتجمع في القلب والاستغاثة بأئمتهم ، وبالختام الاتحاد والتكتل لنزع الظلم وعزل الظالمين ، حتى إذا بلغوا بغيتهم ابتلاهم اللّه بعصابات استغلت الفرصة لبلوغ مآربهم الدنية ، وإذ وجدوا أنهم أمام أعظم وأعدل وأشجع رجل لا في المدينة ولا في البلاد الاسلامية ولا في عصر من العصور ، بل هو مفخرة الدهر ومعجزة الدين الحنيف الذي قامت على يده وإخلاصه وجهاده وفضائله ومزاياه أسس الاسلام وتقدمه ، وانه سيساويهم بغيرهم . وقد أعلن العدل والمساواة في المال والنفس وحق الأعلم والأتقى والانزه والأبر والأسبق للتقدم