وما أحلى هذه الجملة من ابن العاص لمعاوية ، إذ أكد أن معاوية كلما يملكه إنما هو سحت ومن أموال الخمس والصدقات الخاصة بالمسلمين ، والتي اغتصبها في زمن عثمان وقبله وسوف يحاسب عليه . وترى بني أمية يغلي مرجلهم وتثور ثائرتهم ، فهم الذين يحسبون ما سلبوه حقاً من حقوقهم ، وهم لا يؤمنون بالكتاب والسنّة ولو آمنوا لما بلغوا ما بلغوا . ويقول السكير الفاسق الوليد بن عقبة والي عثمان الطريد ، والذي أقام علي ( عليه السلام ) عليه الحد لشربه الخمرة أبياتاً يستثير فيها الحمية الجاهلية في بني معيط وبني أمية وشيعتهم بقوله : بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم * ولا تنهبوه لا تحل مناهبه بني هاشم كيف الهوادة بيننا * وعند علي درعه ونجائبه بني هاشم كيف التودد فيكم * وبزابن أروى فيكم وحرائبه بني هاشم ألا تردوا فإننا * سواء علينا قاتلاه وسالبه بني هاشم انا وما كان منكم * كصدع الصفا لا يشعب الصدع ساعبه قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه * كما غدرت يوماً بكسرى مرازبه لعن اللّه الوليد فهو لا يزال يعد أموال بيت مال المسلمين المنهوبة أموال عثمان وملكه ، ويحسب أن علياً وبني هاشم هم أخذوها وسلبوها منهم ، ويحسب ارجاع الأمور والأموال إلى كتاب اللّه وسنّة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) غدراً . والقصيدة والأبيات ما هي إلاّ أبيات فيها روح العصبية الجاهلية التي قضى عليها الاسلام . وهلاّ كان شاعراً غير هذا المجرم الفاسق يدعو إلى الحق ؟ فمن هو من عثمان ؟ ومن هو من الاسلام ؟ وما بني أمية وهذا الثراء الطائل ؟ فنرى الفضل بن العباس بن أبي لهب كما رواه المسعودي في مروج الذهب ج 1 ص 143 يرده كما قيل أن المجيب إنما هو عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب ، والجواب والرد هي الأبيات الشعرية الآتية :