responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 12


هذه كلمة الدكتاتور المسجّى على فراش الموت ، وقد صرح بضعف عثمان وتعلقه ببني أمية وأنهم سيتخذون عباد اللّه خولاً ودينه دغلاً وأمواله دولاً .
وتنبأ بمخالفات عثمان وقتله لعدم رضا المسلمين عنه وصرّح كناية بخلافة معاوية حينما هدد أعضاء الشورى كما مرّ ، وسيجد القارئ الكريم أن هناك فتنة كبرى أقامت المسلمين وأقعدتهم وخلقت المفاسد والمذاهب والفرق ومزقت دين الاسلام شر ممزق وأبعدت الصالحين وقربت الطالحين وزورت الأحاديث وغيرت وبدلت ما شاءت وفتت في جسم هذا الدين بإبعاد أهله .
وسنجد كيف أنّ عثمان ترك الكتابة والسنّة ونصائح الصحابة وإرشادات ذوي الرأي ، واتخذ من أوباش بني أمية وطرداء رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وملاعين آل الحكم وأبناء الطلقاء سلماً لتثبيت الملك له ولذويه ، دون دين رادع ، ورأي مانع ، ومنطق سليم ، ووجدان مؤنب مليم ، ومستشار حكيم ، فغير وبدل وظلم وانكل وثاب وعاد ونكث واشتد وعبث حتى نال من دنياه ما نال وللآخرة أشد وأنكى .
وبذلك خلقت الفتن بين المسلمين وزادت الإحن في الصالحين وأنتجت بذور النفاق أكلها ونتائج الشقاق سبلها وتشتت الاسلام بعد القوة والنصرة وتبدد بعد العزة والقدرة . وإذا به مذاهب متطاحنة وأقوام متباينة ، فعلام يقع الوزر والخسران ؟ ومن هو المسؤول يوم الحشر والميزان ؟ وسيعلم الذين ظلموا حق محمد وآله وأوقعوا المسلمين في مصيرهم هذا عامدين مصرين أي منقلب ينقلبون .
وقد قيل أن الكلام صفة المتكلم والعمل صفة العامل وقد أصبحت نتائج أعمالهم حتى اليوم دليلاً قاطعاً على ما معهم من صفة وما أوقعوا فيه المسلمين من الإحن والرزايا وحرموهم من وصايا ونوايا نبيهم وتركوا كتاب اللّه وسنن نبيهم ووصاياه ظهرياً ، وأولياء اللّه من عترة رسوله وصحابته الأوفياء شحرياً وعباد اللّه خولاً وأمواله دولاً ودينه دغلاً .

12

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست