وقال المسعودي : أن عبد الرحمن ابتنى داره ووسّعها ، وكان على مربطه مئة فرس ، وله ألف بعير ، وعشرة آلاف من الغنم ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً . هذا بعض ما ذكر ، وإذا شئت المصادر فهي جمة منها : تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 146 ، ومروج الذهب ج 1 ص 434 ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي ج 1 ص 138 ، والرياض النضرة لمحب الطبري ج 2 ص 291 ، وطبقات ابن سعد ج 3 ص 96 ط . ليدن . هذا عبد الرحمن بن عوف ولو سائلته كيف ومن أين جمع هذه وكنزها ؟ وهناك من الصحابة وأقرباء بني هاشم وبني هاشم وشيعته من يتضورون جوعاً . هذا عقيل أخو علي ( عليه السلام ) يشكو لعلي في زمن خلافته ويطلب منه أن يوفي دينه ، وعليّ الذي يجيبه أنه لا يملك سوى ما يلحقه بعد القسمة أربعة أو خمسة إلاّ وسيقدمها له فلا تكفي لسد الدين . فماذا كان يريد عبد الرحمن ؟ وقد قدم على انتخاب عثمان ، لأن عثمان عزل سعد بن أبي وقاص صهره وشريكه في هذه الجناية الفادحة في التاريخ لانتخاب عثمان وغصب حق عليٍّ ، ولم ينفع الندم إذ أنه كان يأمل أن يخصه عثمان بولاية من الولايات ، فلم يفعل أو ما شاكل . وكيف وهو من العشرة المبشرة ، وكثير من المسلمين يتضورون جوعاً أمثال عقيل ، وهو يجمع الكنوز والأموال والذهب الذي كان يكسر بالفؤوس ، حتى مجلت أيدي الرجال منه ، وهل خفي عليه الآية الكريمة ؟ : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل اللّه ) . الآية ( 34 ) من سورة التوبة . وقوله تعالى : ( يوم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم . . . ) .