ونفسه لاحياء كلمة الدين والعدل فكان نضاله وتضحيته مثلاً رائعاً للعالم كله ، وكانت النواة لزعزعة ملك آل بني أمية وضربتها الضربة القاصمة بيد بني العباس ولو بعد حين .
كتاب اللّه والحكم وولده أخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي عن عائشة : لما بايع الناس يزيد قال مروان : سنّة أبي بكر وعمر ، فقالت عائشة إنها لم تنزل في عبد الرحمن ولكن نزلت في أبيك : ( ولا تُطِعْ كُلَّ حَلاّف مَهين * هماز مشّاء بنميم ) الآيتين ( 10 - 11 ) من سورة القلم .
جاء في الدر المنثور ج 6 ص 41 و 251 ، وسيرة زيني دحلان على هامش الحلبية ج 1 ص 245 ، وتفسير الآلوسي ج 29 ص 28 ، وتفسير الشوكاني ج 5 ص 263 .
وفي لفظ آخر عن ابن مردويه عن عائشة ذكره السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 191 ، كما جاء في السيرة الحلبية ج 1 ص 337 ، وتفسير الشوكاني ج 2 ص 231 ، وتفسير الآلوسي ج 15 ص 107 ، قالت لمروان : سمعت رسول اللّه يقول لأبيك وجدّك أبي العاص بن أمية : إنكم الشجرة الملعونة في القرآن .
وفي تفسير القرطبي ج 10 ص 286 أن عائشة قالت لمروان : لعن اللّه أباك وأنت في صلبه ، وأنت بعض من لعنه اللّه ، ثم أردفت قائلة : والشجرة الملعونة في القرآن .
أقول : ولا أدري ما أقول في متابعتها لمروان ويعلى بن أمية ومتابعتهم لها ، ومهما كان فالظالمين بعضهم أولياء بعض الآية ( 60 ) في سورة الاسراء قوله عز من قائل : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنةً للناس والشجرةَ الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلاّ طغياناً كبيراً ) .

80