وفي هذه المرة أخذ ابن أبي السرح الشكاة بين ضرب وتنكيل وقتل . وفي هذه المرة يتوجه عدد غفير من الشكاة إلى مصر يربو على سبعمئة شاكين منه لعثمان والصحابة ، وكثر الصخب على عثمان وكانت هذه من بوادر طلب عزله وبعدها قتله كما يأتي شرحه : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . مع عمه الحكم الحكم بن أبي العاص ، هو عم عثمان ، وهو من ألد أعداء رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في مكة قبل الهجرة ، أمثال عقبة وأبو لهب وأبو جهل ، وممن كان يتقصد أن يؤذي النبي ويعيبه ويستهزأ منه ويغمزه حتى دعى عليه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) مرة حينما كان يغمزه ، وقال : اللّهم اجعل به وزعاً ( والوزع الارتعاش والرعدة ) فرجف مكانه وارتعش بعد أن مكث شهراً مغشياً عليه . راجع بذلك الإصابة ج 1 ص 345 و 346 ، والسيرة الحلبية ج 1 ص 337 ، والفائق للزمخشري ج 2 ص 305 ، وتاج العروس ج 6 ص 35 ، وسيرة ابن هشام ج 2 ص 25 ، والطبراني ، ووردت بنفس المعنى ، وبألفاظ مختلفة ، وعن محدثين شتى كما روى ذلك الحاكم والبيهقي . وأخرج البلاذري في أنسابه ج 5 ص 27 : أن الحكم كان من جيران النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مكة وكان أشدهم خصومة له وأذى . وقد قدم المدينة بعد فتح مكة بيد أنه ظلّ يغمز النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويختلجه ، وكم مرة تهدده واستنكر أفعاله وسلوكه ، وبالتالي قال مرة : من عذيري من هذا الوزعة اللعين . ونفاه وولده جميعاً إلى الطائف . واستشفع عثمان بعد وفاة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) أبا بكر فأبى من ارجاعه ، وبعد وفاة أبي بكر استشفع عند عمر فأبى أيضاً من ارجاعه حتى إذا انتقلت الخلافة له