رد الردِّ إننا نكتفي بالرد على هذه ، بما سبق وذكرناه ، من بذل عثمان من بيت المال على أهل بيته وبني أمية خاصة والعصبة المؤيدين لسياسته هذه في ابعاد الصلحاء من الصحابة وتقريب أقربائه الملعونين المطرودين من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) أئمة الفسق والكفر والفجور كالحكم وأولاده الوليد وسعيد وعبد اللّه بن أبي سرح ، واضرابهم وتسليطه إياهم على رقاب المسلمين ، وجوره بالأتقياء البررة من الصحابة المار ذكرهم ، وخروجه عن الكتاب والسنّة واجماع الأمة عليه . ويكفي للمتتبع أن لا يجد في الطالبين بثأره سوى العصبة المتبقية من الأحزاب وأبنائه الذين حاربوا المسلمين في بدر وحنين والخندق من آل أمية وشيعتهم ، وان الذين حاربوهم انما هم البدريون وأهل بيعة الشجرة وباقي صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) والتابعين لهم باحسان .
وإذا راجعت معارك الجمل وصفين ، وما ذكرناه فيما مر ومراجعة ترجمة عمار ابن ياسر في الاستيعاب والإصابة ج 2 ص 389 ومستدرك الحاكم ج 3 ص 104 وتاريخ ابن كثير ج 7 ص 254 وكتاب صفين لابن مزاحم ص 266 و 268 وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 483 و 484 ، لوجدت أن المتهمين بقتل عثمان جميع الصحابة وأخص منهم البدريون وأهل بيعة الرضوان تحت الشجرة ، ويقال إنهم كانوا يوم صفين ثمانمئة نفس ، قتل منهم بصفين ثلاثمئة وستون نفساً ، وانه كان بينهم ثمانون بدرياً على رواية الحاكم ، وذكر سعيد بن قيس في خطبته سبعون بدرياً ، وأما مالك الأشتر فقال : إنهم بلغوا المئة وقد أدرج قائمة بأسماء ( 145 ) واحداً منهم العلامة الأميني في الغدير في ج 9 ص 362 - 368 .
وقد جاء في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج 7 ص 239 ، عن قيس بن سعد ابن عبادة سيد الخزرج قوله : هل ترى مع معاوية إلاّ طليقاً أعرابياً أو يمانياً

287