ويريد الطبري أن عبد اللّه بن سبأ وجماعته إنما أسروا غير ما أظهروا وادركوا غايتهم بالفتنة وفساد أمر المسلمين . رد الرد : مر وذكرنا شيئاً عن ابن سبأ في الأجزاء السابقة ، وانها أسطورة لا صحة لها ، أراد واضعها الطعن وخلق شعوبية جديدة تأييداً لعثمان وآل أمية ، والطعن فيمن قال إن حق الوصاية والخلافة والإمامة انما هي لعلي عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وان علياً وصي رسول اللّه ، كما لكل نبي وصي وخليفة ، وان رسول اللّه أدلى وصرح بخليفته من بعده إلى علي ( عليه السلام ) وهذا ما أثبتناه في الجزء الأول والثاني من موسوعتنا . وان رواية ابن سبأ مختلقة موضوعة غايتها تشويه الحقائق ، يدل على ذلك المنطق السليم وكيف أمكن لفرد مثل ابن السوداء أن يقوم بمثل هذه الفتنة الكبرى دون أن يكشف أمره ، وان يخدع جميع المهاجرين والأنصار وأقطاب المسلمين في الشرق والغرب وفي صميم الأمة الاسلامية ، وان يحرض البررة وأئمة المسلمين دون معارض ودون أن يكشف أمره ألد أعدائه من الأمويين ، واختص بكشف ذلك السري عن شعيب عن سيف . ثم كيف استطاع ابن سبأ أن ينقل أخباراً وتمر على مسمع صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وهم أعلم الأمة بأحاديثه وسننه فلم يستنكروا عليه ذلك ، وتطبق على صحته الأمة . وها ان الصحابة ورجال المسلمين في مكة والمدينة حدّث بعضهم بعضاً عن الاحداث الجسام التي حدثت في زمن عثمان ، ولم نجد من يخالف ذلك حتى أقطاب المهاجرين والأنصار ، كما مر في العشرة المبشرة وأفراد الشورى . وإذا ما تصفحنا المنطق وعاودنا التاريخ لوجدنا أن هذه الرواية الموضوعة عن الطبري المختلقة والتي تداولها المؤرخون دون الغور في حقائقها إنما هي منسوبة