اجماع الأمة بزعامة المهاجرين والأنصار :
إنّ موقف المهاجرين والأنصار والمسلمين من عثمان نراه إذا بدأنا منذ عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ونرى مقام عثمان بين الصحابة ، حيث أن عثمان من آل أمية ، من الفئة الباغية المناوئة لرسول اللّه ، بيد أنه آمن ودخل في زمرة الصحابة وتقرب إلى رسول اللّه بزواجه من ابنتيه رقية وأم كلثوم اللتين توفيتا ولم تعقبا له عقباً ، وتزوج بعدها ولم نجد لعثمان منقبة [1] تقربه إلى رسول اللّه دون بقية الصحابة في شجاعة أو علم أو سابقة على غيره ، وان ما وضعوه له من الفضائل فكلها وضعت له وللخليفتين اللذين سبقاه ، في عهد بني أمية ، وقد أبطلها الثقات من الكتاب والممحصين ، حتى ثبت كذبها ، وانها دست لهم من قبل وضّاعين دساسين على اللّه وعلى رسوله .
وإني اختصر قولي بمراجعة بعض المصادر مما ذكر ذلك ، كما جاء في كتاب سفر السعادة [2] .
ولمن أراد التفصيل فليراجع عبقات الأنوار للسيد حامد ، والغدير للعلامة

[1] راجع الكشاف 3 : 146 ، وتفسير القرطبي 17 : 111 ، وتفسير الشربيني 4 : 128 ، وتفسير النيسابوري هامش الطبري 27 : 500 ، وأخرج الواحدي في أسباب النزول : 298 والثعالبي عن ابن عباس والكليني والمسبب بن شريك أن الآية 33 و 34 و 35 من سورة النجم ، وهي ( أفرأيت الذي تولّى * وأعطى قليلاً وأكدى * أعنده علم الغيب فهو يرى ) نزلت في عثمان حينما تصدّق قليلاً ثم انقطع بقول وإشارة لبغيض رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وعدوه الكافر المنافق أخو عثمان من الرضاعة عبد اللّه بن أبي السرح ، وذكر النيسابوري وغيره في تفسيره القصد من تولّى هو ترك مركزه يوم أحد .
[2] الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي صاحب قاموس اللغة ، قوله ما ورد في فضائل أبي بكر من المفتريات التي تشهد بديهية العقل بكذبها .

242