يميني ما أبغضه بعد الذي سمعت من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ما أظلت الخضراء ( الحديث ) . ولأبي الدرداء عن طريق ابن الحارث أنه قال : ذكرت له أبا ذر ، فقال : واللّه إن كان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ليدنيه دوننا إذا حضره ، ويتفقده إذا غاب ، ولقد علمت أنه قال : الحديث ( ما تحمل الغبراء ولا تظل الخضراء ) . راجع كنز العمال ومجمع الزوائد والإصابة . وأخرج احمد في مسنده ج 5 ص 181 عن أبي الأسود الدؤلي ، قال : رأيت أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فما رأيت لأبي ذر شبيهاً . واسمع أبو نعيم كيف يصف أبا ذر في حليته ج 1 ص 156 : العابد ، الزاهد ، القانت الوحيد ، رابع الاسلام ورافض الأزلام قبل بزغ الشرع والأحكام ، تعبّد قبل الدعوة بالشهور والأعوام ، وأول من حيى الرسول بتحية الاسلام ، لم تكن تأخذه في الحق لائمة اللوام ، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام ، أول من تكلم في علم البقاء والفناء ، وثبت على المشقة والعناء ، وحفظ العهود والوصايا ، وصبر على المحن والرزايا ، واعتزل مخالطة البرايا ، إلى أن حلّ بساحة المنايا ، أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه ، خدم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وتعلم الأصول ونبذ الفضول . م - صبره في ذات اللّه أمام نكايات عثمان وأعماله وأعمال عماله : كان أبو ذر وهو من خيرة الصحابة وأصدقهم لهجة وصراحة وأشجعهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأشدهم تقوى وزهداً ، وأبرهم في ذات اللّه ، وأخشنهم عيشة ، وأوثقهم بدين اللّه ورعاية عهوده وتمسكاً بدين الاسلام وتعلقاً بوصايا رسوله الأكرم ، وأوعاهم بعد أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) علماً ، وتمشياً مع الكتاب والسنّة وأدراهم بأولي الأمر والخيرة بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وصلحائهم والمنافقين الفاسقين والطلقاء الذين أشار إليهم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) .