على أي باحث أن يعتمد في بحثه وسيلة بخصوصها ، بل ربما يضطر لأن يبحث في كثير من الأمور التي قد نجدها في ظاهر الأمر بعيدة عن القضايا التاريخية مع أن هذه القضايا التاريخية قريبة منها في واقع الأمر ، ولها مساس مباشر فيها أحياناً . وهذا أمر طبيعي جداً . والخلاصة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحدث تغييراً جذرياً في عالم المفاهيم ، والعقائد ، وفي البنية الاجتماعية ، والسياسية ، وفي التركيبة القبلية والعشائرية ، والأسرية ، وفي كل شيء ، فلا بد للباحث التاريخي أن يستفيد من هذا كله ، كوسائل لكشف الحقائق ، إذ لا يمكنه فصل الحدث عن التحولات التي نشأت ، أو التي ربما أثرت في نشوئه ، أو أصبحت الحضن الدافئ الذي نشأ وترعرع فيه . . السؤال : ما هي المعوقات التي يواجهها الباحث ؟ الجواب : المعوقات التي يواجهها الباحث تكون أحياناً من داخل ذاته ، وأخرى من خارجها ، ومعنى ذلك أنها قد تكون ناشئة عن أن رؤيته غير متكاملة ، ربما لأنه لم يستوعب كثيراً من القضايا التي تؤهله لأن يفهم الحدث ، ويتعامل معه بسلامة وبدقة ، ولا يؤهله ما حصل عليه لأن يلاحق المؤثرات والنتائج الحقيقية ، وطبيعة وجزئيات الظروف التي نشأ الحدث في محيطها ، فيكون هذا معوقاً داخلياً له ، من حيث إن ذلك يفقده القدرة على أن يواجه الحدث بشمولية ، وعمق ، ودقة ، وبانفتاح وبمرونة أيضاً .