اللذائذ والأموال ، والخدم والحشم ، ولديه الزبارج والبهارج وزينة الحياة الدنيا . وهل ثمة أحب إلى قلب المرأة من القصر الشاهق ، ومن الأثاث الفاخر ، واللائق ، ومن وصائف كالحور ، وغير ذلك من بواعث البهجة والسرور ؟ ! 7 - وعند فرعون الرجال والسلاح ، وكل قوى القهر ، والتسلط ، والجبروت ، والهيمنة ، ولذلك أثره في بث الرهبة ، والرعب في قلب كل من تحدثه نفسه بالتمرد ، والخلاف . 8 - وعند فرعون أيضاً المتزلفون ، والطامعون ، والطامحون ، الذين هم وسائله وأدواته الطيعة ، التي تحقق رغباته ، وتلبي طلباته ، مهما كانت ، وفي أي اتجاه تحركت . 9 - وهناك الواقع المنحرف الذي تهيمن عليه المفاهيم الجاهلية . والجهل الذريع ، والافتتان الطاغي بالحياة الدنيا ، هذا الواقع الذي تفوح منه الروائح الكريهة للشهوات البهيمية ، وتنبعث فيه الأهواء ، وتضج فيه الجرائم . 10 - وفي محيط فرعون ، تريد امرأة فرعون أن تتخلى عن لذات محسوسة وحاضرة من أجل لذة غائبة عنها ، مع أن الإنسان كثيراً ما يرتبط بما يحس ويشعر به ، أكثر مما يرتبط بما يتخيله أو يسمع به ، بل هو يستصعب الانتقال من لذة محسوسة إلى لذة أخرى مماثلة لها ، فكيف يؤثر الانتقال إلى ما هو غائب عنه ، ولا يعيشه إلا في نطاق التصور والأمل بحصوله في المستقبل ، ثقة بالوعد الإلهي له . بل إنها ( عليها السلام ) تريد أن تستبدل لذة وسعادة ونعيماً حاضراً بألم وشقاء ، وبلاء ، بل بموت محتم لقاء لذة موعودة .