responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 40


للآخرين ، إذا كانوا هم أيضاً قد تخلصوا - كما تخلص هو - من أثقالها . .
وبذلك يكون هذا الإنسان قد استبعد شطراً كبيراً من الموانع التي تعيق مسيرته التكاملية في الحياة . ويلتقي مع كل ما لدى الآخرين من طاقات ومن جهد ، ويعملون معاً في بناء الحياة الإنسانية ، باندفاع قوي وناجح باتجاه الأهداف السامية ، والغايات الفضلى ، التي تتجاوز - فيما هو التقدير الإلهي - هذه الحياة الدنيا ، إلى حياة أسمى وأعلى . هي الحياة الحقيقية المثلى والفضلى .
بل إن هذا الإنسان إذا استطاع أن يسير وفق التخطيط الإلهي ، لسوف يتمكن من أن يحوّل ، بل يصْهَر ويذوِّب خصوصياته الفردية ويجعلها تصب في بوتقة الانصهار في الوجود المنطلق من الله وإليه ، في المسيرة الكادحة والناجحة والرابحة إليه تعالى .
فيحوِّل الخصوصية الجمالية مثلاً ، أو القومية ، أو حتى الاقتصادية ، ولو على مستوى التجمل الشخصي إلى إحساس عميق بالله سبحانه ، وبتجلي نعمه وألطافه ، ورعايته الربانية ، ثم بقدرته ، وحكمته ، وعلمه ، وقيّوميته . . ثم هي تؤهل الإنسان - من خلال ذلك - لسلوك طريق ذات الشوكة الموصل إلى الله سبحانه [1] ، بدلاً من أن تعيقه عنه ، وتثقل خطوه ، وتستأثر بجهده العقلي ، فطريق ذات الشوكة هو العمل بالتكليف الشرعي الراهن مهما بلغ . وعدم تخير الأعمال عشوائياً ، فإن اختيار ما سوى التكليف الراهن لا يوصل إلى الله ، بل يبعد عنه ، لأنه يوجب سخطه سبحانه .



[1] إذ إن سواها لا يوصل إليه سبحانه ، فلا يصح لأحد أن يقول : أصلي ركعتين ، فذلك يغنيني عن الجهاد في سبيل الله .

40

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست