سنوات . بالإضافة لمخالفة الحديث لنصوص القرآن وغير ذلك . . إذاً قد يغفل الإنسان ولا يلتفت إلى أن هذا الأمر أو ذاك ، يمكن أن يناقش فيه ، لكن الذي يتصدى للبحث يصبح شكاكاً بدرجة كبيرة ، وعليه أن ينظر إلى كل ما يعرض عليه بعين الريب . . وهذه الحالة إنما تنشأ من كثرة الممارسة ، وإلا فكثير من الذين يتصدون للبحث إنما يسعون لإيجاد مناسبات ذوقية واستحسانية واستنسابية بين النصوص حتى لا تواجه بالاستهجان ، ويستبعدون ما يرونه مضراً ببعض النواحي العقائدية أو الروحية ، كما فعل محمد حسنين هيكل في كتاب « حياة محمد » الذي هو في الحقيقة نفس سيرة ابن هشام والطبري ، ولكنه صاغ ذلك صياغة حسنة ومألوفة ، وحذف الأسانيد ، ووصل الأحداث ببعضها واستبعد الاختلافات والخ . . غير أن مما لا شك فيه أن ملاحظة المناسبات في النصوص التاريخية لا تكفي لجعل هذه الحقيقة أو تلك ثابتة أو ليست ثابتة ، إذ لا بد من « العرش ثم النقش » أي لا بد من إثبات أن هذا النص صحيح غير مزيف وغير محرف ، وأنه قد حدث بالفعل ، ثم بعد ذلك يبحث عن المناسبات ، وعن الصياغات المناسبة له . . السؤال : علماء الفقه ، الذين يهتمون بعلم الحديث وعلم الرجال بمرحلة نجد أن كل واحد منهم يفتي اعتماداً على هذا الحديث أو الحادثة التاريخية ، فيعارضه الثاني أو يختلفان في الاحتياط الوجوبي والاستحباب . . فما هو السبب ؟ !